و يحذركم الله نفسه

في كتابنا المعجزة ايات..ستلمع في ذهني الى الأبد

و سيبقى تأثيرها راسخاً كما كان لحظة حدوثه أول مرة

لا يخمد و لا يتلاشى مهما مر على الذاكرة من احداث و تقلبات، و ذكرى و نسيان

كلما رجعت بي الذاكرة الى شهر رمضان الماضي، لا تسعفني الذاكرة -كعادتها- الا في استرجاع لمحات بسيطة من دوامي الجامعي

الافطار..العزايم..مسلسل باب الحارة..صلاة الفجر جماعة مع بابا..و صلاة التراويح.

هنا،و هنا فقط ،أتوقف لأتذكر ما خلع قلبي من مكانه في أحد ركعات صلاة التراويح في أوائل أيام رمضان.

كيف مررت على هذه الاية عددا لا يحصى من المرات و لم اقرأها حقا؟

و هل وصل تركيزي في قراءتي للقران و في صلاتي الى درجة الانعدام،

حتى وصلت لمرحلة الاجبار على الاصغاء كما هو الحال في صلاة الجماعة؟

"و يحذركم الله نفسه"

لن تسعفني الكلمات في و صف ما اختلج في نفسي عندما سمعت الامام يقرأها في الصلاة،

و يرددها كأنه يتعمد أن يزيد الخوف الذي اعتراني..شعرت بمئات السهام تتوجه نحوي، و بحرارتي ترتفع و تنخفض

بشكل متتالي و كثيف..تمنيت لو أنني لم أخلق يوما..لم استطع حتى البكاء..و كأنني لا أستحق ذلك!

لا أجد تفسيرا لما تركته هذه الاية في نفسي، يحذركم الله نفسه، نفسه، ليس ناره، و لا عذابه، بل نفسه، غضبه و سخطه..

كم من الأشخاص في هذه الدنيا نسعى لرضاهم و محبتهم و كأن حياتنا قائمة عليهم؟

و هل يستحقون ذلك فعلا؟

ام أن عواطفنا تغلب على تفكيرنا؟

و كم من الأشخاص ان غضبوا منا نعيش ايامنا بغصة و حرقة؟

اين رب العالمين من كل ذلك؟

لربما كانت هذه الاية بمثابة دعوة لأن أجيب على هذا السؤال..

سبحانك لا اله الا أنت..

أنت الوحيد الذي توجهنا اليك فطرتنا..

سواءُ بعواطفنا..عقلنا..رغبتنا..حاجتنا..حبنا..لا يهم..فأنت من لا يتخلى عنا أبدأُ.

بل و أكثر من ذلك، من هو الوحيد الذي ان خالفناه، و أغضبناه، فخفنا و خشينا منه..

نتوجه له نفسه؟و نهرب منه اليه؟و لا مفر منه لاصلاح ما أفسدنا..الا اليه؟؟

سبحانك يا رب.

يا رب استجب دعاءنا ان قلنا.."يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، و لا تكلني الى طرفة عين"..

او كما اقول بلغتي العربية بالغة البساطة:

يا رب..خليك معي!

امين