هل سبق و أن نزل عليك سكونٌ مفاجئ جمّدك في مكانك وجرّدك من كل مشاعرك؟ وكأنك أصبحت فجأة غير موجود!
أنت مازلت هنا تتحرك وتتنفس، لكنّك ببساطة.. غير موجود.
وكأن روحك هربت منك و سافرت لكونٍ موازي على بعد مليارات السنوات الضوئية .
لا أقصد سكون الراحة ولا هدوء النفس.
بل ما يصيبك وأنت تدور في حلقة أحداث حياتك من ذهابٍ و اياب, نومٍ ويقظة, ضجيجٍ وسكوت , ضحكٍ وحزن, ومن ثمّ ..دون سابق انذار ..تهبط مطرقةٌ كبيرةٌ على رأسك أولاً.. ثم تسوّيك بالارض ..وكأنك الآن نقطة في مستوى ديكارتي ثنائي الأبعاد. أو انّ حياتك بكل تفاصيلها تجمّعت وصغرت وتجمّدت في لوحة باهتة الألوان في متحف, تجمع الغبار, وليس لها أي معنى .
تنظر بالمرآة فلا ترى شيئاً . تستغرب ملامح وجهك ولا تفهم الصورة . جسدٌ في غرفة في قارة في كوكب في كون متناهي الطرف. وهناك ملايين الصور مثلك تماماً . لكن من انت؟
عندما تحاول ان تفهم وتبحث وتكتشف من انت. من كنت. وتعصر مخك و تستذكر ماضيك وتحاول ان تستحضر روحك المسافرة، وكل ما تراه بالنهاية عبارة عن ورقة بيضاء، وكأنك وُلدّت الآن فقط. ماذا ستفعل؟
بل حتى شعورك تجاه هذه النتيجة عبارة عن لا شيء. لا استغراب ولا سأم ولا حزن. مجرد لا شيء وفراغ لا يقاس.
لا تعلم إن كانت نقمة ولحظة سوداء..أو سكون يسبق انعطاف -تماما كما تقف وقوف تام قبل الالتفاف بالسيارة- ام هل هو وقوف لأنك ضللت الطريق وأصبحت لا تذكر أصلاً.. لماذا أنت هنا وإلى اين كنت تنوي الوصول؟
هل ربما انت بحاجة للعودة إلى نقطة البداية التي سبقت لحظة تحوّلك لشيء غير موجود؟
ربما..